تاريخ النشر : 11-06-2023
المشاهدات : 385
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
ما حكم ‏قيام بعض أخواتنا من جماعة التبليغ بإقامة درس ديني للبنات يدرس فيه مثلا حديث أو تفسير أو غيره لعلماء ثقة مثل السعدي أو ابن العثيمين ..هل هناك بأس في المشاركة معهم والتدريس معهم ؟ ‏ ولكن قد يتخلل كلام بعضهم الحديث مثلا عن مواقف مؤثرة قابلتهم في خروجهم في سبيل الله وهو إقامتهم لمدة عدة أيام في مكان مثلا وتلك الأيام يقضوها فقط في المدارسة والعلم والدعوة ؟
الاجابة
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته 
 إلى الأخت الكريمة صاحبة السؤال 
 الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : 
 أولا لابد أن نعلم أنه قد ثبتت فتاوي العلماء الأكابر علماء أهل السنة والجماعة منهم الشيخ الجليل ابن باز وحدث العصر الشيخ ناصر والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ المفتي عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد الله غديان وغيرهم كثير من علماء أهل السنة كلهم أفتوا بأن جماعة التبليغ من الجماعات المبتدعة .
 ومن بدعهم أولا أن جل دعوتهم للناس هي ترك المعاصي فقط لكنهم لا يدعون للتوحيد، بل إنهم يرون الذين يدعون غير الله تعالي عند القبور وينذرون لغير الله تعالي فلا يحركون ساكنا بل ويمنعون من دعوتهم، ويقولون مثل قول الإخوان المسلمين إن الإنكار علي هؤلاء يفرق المسلمين .
 ثانيا : هم أنفسهم لا يتعلمون العلم الواجب من توحيد الربوبية والألوهية  ونفي الشرك لذا تجد كثيرا منهم قد يكون معتزلي العقيدة أو صوفي أو أشعري أو لا علم لديه بأي نهج ورغم ذلك يسافر للدعوة .
 ثالثا : هم يدعون أن الخروج في سبيل الله هو الخروج للدعوة وهم يحددون ذلك الخروج بأيام وأشهر واجبة أن تؤدي وذلك من الإبتداع في الدين .
 وقد بين العلماء الأكابر أولا: أن الخروج في سبيل الله هو الغزو بشروطه المعروفة من وجود راية الإمام وإذنه ....
ثانيا : من خرج يدعو في سبيل الله لا يحل له تحديد عدد أيام في العام وعدد أشهر في العمر فيتخذ ذلك عبادة وذلك لم يثبت، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
ثالثا : غالب من يخرجون للدعوة لا علم لديهم حتي يخرجوا للدعوة بل إن كثيرا منهم قد يدعون الناس للصلاة ويكون المسجد القريب مسجد به قبور تدعى من دون الله كمسجد الحسين والسيدة زينب وغيرها فيدخلون بهؤلاء الناس الذين دعوهم للصلاة تلك المساجد يصلون معهم وهم لا يعلمون النهي عن الصلاة في المساجد التي بها قبور، لما ثبت من آحاديث صحيحة في ذلك . وأيضا يرون كثير من الناس في تلك المساجد يدعون ساكني تلك  القبور بما لا يدعي إلا الله به وينذرون لأصحاب تلك القبور ولا ينهونهم عن ذلك .
  وذلك خلاف السنة، فإن الدعوة لابد أن تكون أول الأمر إلي العقيدة وترسيخ التوحيد ونفي الشرك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم معاذا حين أرسله إلي اليمن أن يبدأ الناس بالدعوة إلي شهادة (لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) متفق عليه فالدعوة إلي التوحيد قبل كل شيء .. وإذا صح لديك أن هذه الجماعة جماعة بدعية فلا يجوز الجلوس معهم خاصة حال دروسهم لئلا يغتر بهم الجاهل بحالهم ولئلا يكثر سوادهم وإنما يحل مجالستهم لدعوتهم إلي الحق وإنكار ما هم عليه من المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة واعلمي أن ترك مجلس تلك الأخت بعد نصيحتها وتوضيح فتاوي العلماء الأكابر في تلك الجماعة التي تنتسب إليها فإن لم ترجع كان تركك لمجلسها العلمي وتوضيح حالها للمسلمين هو من النصح للمسلمين، صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله وأئمة المسلمين وعامتهم ).
ولتبيين حال جماعة التبليغ وأيضا غيرها من الجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين وكذلك كثير من المسائل الهامة ارجعن إلي كتاب ( الفتاوي مهمة في تبصير الأمة ) لجمع من العلماء منهم الإمام ابن باز - المحدث الألباني - العلامة بن عثيمين -ولغيرهم من كبار العلماء منهم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - والشيخ صالح الفوزان - والشيخ عبد المحسن العباد - والشيخ ربيع المدخلي - والشيخ صالح آل الشيخ .
وهو كتاب عظيم نافع فيه كثير من المسائل الهامة

logo